2000
2010
مؤسسة خيرية جديدة
مع بداية الألفية الجديدة، عائلة ساويرس تضفي الطابع المؤسسي على أعمالهما الخيرية
بعد خمس سنوات من العمل المثمر والمتميز كعضو في مجلس الشعب، تواصل يسرية إصرارها على مد يد العون للمجتمعات المهمشة. وبدعم من عائلتها، تشرع في رحلتها الخيرية بإنشاء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية لإضفاء الطابع الرسمي والمركزي على الأعمال الخيرية للأسرة.
"إن مؤسسة ساويرس ملتزمة التزاماً راسخاً بالعطاء المبني على الإيثار الفعّال، وتمكين وكلاء التغيير، والتوسع في المبادرات القائمة على الأدلة العلمية والتخطيط السليم."
يسرية لوزا ساويرس
أبصرت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية النور في عام 2001. وبعد تأسيسها بوقف من أفراد عائلة ساويرس، بدأت مسيرتها بمساعدة المصريين الأكثر تهميشاً من خلال دعم المشاريع والبرامج ومبادرات التنمية المستدامة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص.
وقد وضعت المؤسسة أربعة أهداف أولية لها وهي التمكين الاقتصادي والتمكين الاجتماعي وإتاحة الوصول إلى التعليم العالي الجودة والتشجيع على الإبداع الفني والثقافي.
وكان للوقف التي قدمته عائلة ساويرس لإطلاق المؤسسة الفضل في جعلها أحد أوائل المؤسسات المانحة الوطنية في مصر. وقد شعرت يسرية بالرضا لدعم أبنائها الكامل للمؤسسة. فنجيب وناصف وسميح لم ينضموا إلى والديهم - يسرية وأنسي - في مجلس أمناء المؤسسة فحسب، بل قدموا كذلك معظم التمويل الذي حصلت عليه من خلال شركاتهم الخاصة.
تقوم مؤسسة ساويرس على الإيمان الراسخ لدى العائلة بأن العمل الخيري لا بد أن يكون استراتيجياً ومستداماً إذا ما أريد له أن يترك تأثيراً هادفاً وطويل الأمد. فالعائلة تتبنى نهجاً مختلفاً عن الممارسات الخيرية التقليدية الشائعة في مصر والمنطقة الأوسع، إذ ينصب تركيزها على التمكين الذي يسعى إلى تزويد الناس بالأدوات والموارد التي يحتاجون إليها للنهوض بحياتهم.
وعن ذلك، تقول سوزي جريس، صديقة الطفولة ليسرية والتي أصبحت فيما بعد زميلتها في جمعية حماية البيئة: "لا يتعلق الأمر فقط بتقديم التبرعات ... [بل] بدعم المبادرات والمشاريع التي تساهم في النهوض بالأفراد والمجتمعات، بمعنى أنها تقدم حلولاً ناجعة ومستدامة".
ويتطلب تحقيق الاعتماد على الذات هذا التصدي للمشاكل الجوهرية لإحداث التغيير وتطبيق الحلول بدلاً من معالجة الأعراض فقط. ويعكس ذلك كيف أقدمت يسرية وجمعية حماية البيئة على دعم مجتمعات الزبالين.
وبذلك تمثلت الرؤية التي تبنتها المؤسسة في "تقديم نموذج ريادي لدور منظمات المجتمع المدني كشريك في التنمية على أرض مصر، من خلال دعم ومساندة المبادرات التنموية المبتكرة والهادفة إلى تحقيق تنمية بشرية مستدامة".
ويقول نجيب، الابن الأكبر ليسرية، في إحدى المقابلات: "لطالما اهتمت والدتي بالفقراء، لكنها شعرت أنه يتوجب علينا مساعدتهم من خلال على توفير الوظائف لهم وليس المعونات".
وعلى الرغم من أن مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية هي مؤسسة خيرية عائلية وانخرطت يسرية وأبناؤها فيها منذ البداية ، إلا أنها تخضع بشكل صارم لمجلس أمناء يضم أفراداً من خارج العائلة، ولديها مديرة تنفيذية. وفي هذا الصدد يقول سميح: "رأينا أنه من الأهمية بمكان أن تدار المؤسسة من قبل مجلس إدارة وأن لا يخضع هذا المجلس لتأثيرنا ورغباتنا... كما أردنا أن نضمن بأنه حتى بعد وفاتنا سوف يكون للمؤسسة وقفها الخاص [الذي سيمكنها من الاستمرار]".
بالإضافة إلى تقديم المنح الأكاديمية العامة، أقامت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية شراكات مع العديد من المؤسسات المهنية. وفي عام 2010 أنشأت المعهد الفني للتمريض بالجونة الذي يقدم منحاً دراسية ممولة بالكامل للطلاب الواعدين تشمل الإقامة والوجبات والمواد التعليمية. كما يقدم المعهد للمتفوقين من طلبة السنة الثانية راتباً بالإضافة إلى رسوم الدورات الدراسية. وحتى الآن، قام المعهد بتخريج أكثر من 334 كادر تمريضي حصلوا على فرص عمل في المؤسسات الطبية المرموقة مثل مستشفى 57357 ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب.
علاوة على ذلك، تقدم مؤسسة ساويرس الدعم من خلال المنح الدراسية الكاملة والجزئية للطلاب المصريين الملتحقين بالمدرسة الفندقية الألمانية بالجونة، وهي المؤسسة الوحيدة من نوعها في مصر التي تقدم تعليماً شاملاً في مجال الضيافة يمزج بين الدراسات النظرية والتدريب العملي في الفنادق. وقد تم تصميم هذا البرنامج الذي يمتد لثلاث سنوات لتزويد الطلاب بفهم عميق لصناعة الضيافة وإتقان اللغة الألمانية. ويحصل خريجو المعهد على دبلوم معتمد من كل من غرفة الصناعة والتجارة الألمانية في لايبزيج ووزارة التربية والتعليم المصرية.