بينما كان أنسي ساويرس حريصاً على حصول أبنائه على أفضل تعليم ممكن من أجل السير على خطاه في عالم الأعمال التجارية، كان دافع يسرية موجهاً بشكل أكبر نحو المجتمع. فقد جسدت حياتها شعار الكلية الأمريكية للبنات بالقاهرة، كما كان يُطلق عليها آنذاك وهو "التحق للتعلم وتخرّج لخدمة الآخرين" فنجحت في جعل أولادها يدركون أهمية رد الجميل بينما تابعت هي مسيرتها في التعليم.
ويوضح سميح بالقول: "لقد غرست والدتي فينا مبدأً من دون ان تتحدث عنه صراحة وهي أننا كنا محظوظين وأننا قد حظينا بالكثير من المزايا... فقد حصلنا على تعليم جيد وكان والدنا رائد أعمال، فتميزنا عن الآخرين في نواح كثيرة. لقد كانت تذكرنا دائماً بأن ما لدينا ليس ملكاً لنا بالكامل، فنحن مدينون للمجتمع برد الجميل. تعتبر مصر دولة فقيرة والكثيرون من سكانها بحاجة إلى المساعدة، لكن لا يمكن للناس الاعتماد على الدولة فقط".
ويقول سميح أيضاً أن كون أسرته من المسيحيين الأقباط قد لعب أيضًا دوراً مهماً في أعمالها الخيرية فيقول: "كانت والدتي تفرق بين العمل الخيري والعمل الاجتماعي. لقد قامت بأعمال خيرية كثيرة، لكنها كان تعتبر العمل الاجتماعي واجباً يجب على الأشخاص الذين حالفهم الحظ في الحياة والذين يتمتعون بوفرة الموارد. فالأول يأخذك إلى السماء والثاني يخرجك منها إذا لم تقم به. لذلك علينا القيام بالاثنين معاً، هذا كان أسلوبها في التعبير عن ذلك. وذلك بالنسبة لنا كان كلاهما عملاً إلزامياً".
وفي يوم الأم في عام 1979، علمت يسرية عن قضية أثرت فيها وفي أسرتهاً كثيراً وأولت لها فيما بعد اهتماماً بالغاً. ففي عشاء أقيم بهذه المناسبة، تعرّفت يسرية على محنة الزبالين في حي المقطم بالقاهرة، فقررت زيارة المنطقة المعروفة للسكان هناك بـ "حي الزبالين" وتأثرت جداً بما رأت هناك.
وعن ذلك قالت: "كانت هذه بداية انخراطي في المساعدة في هذا المجال. كان لا بد من يقدم أحد على هذه الخطوة، ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول أن أحدث فرقاً".