يتبنى صندوق الشفاء نهجاً ريادياً في العمل الخيري العربي، فهو أول صندوق تعاوني للمانحين في الشرق الأوسط يهدف إلى تعزيز التعاون بين المحسنين في المنطقة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.
تم إطلاق الصندوق عام 2013 بعد محادثة جمعت بين خالد وألفت الجفالي وبيل غيتس. وقام خالد وألفت بعدها بوضع رؤية للصندوق وهما يضطلعان منذ ذلك الحين بتشجيع التعاون بين رواد العطاء الذين يتشاركون في الفكر والطموح بتحسين حياة الأشخاص الأكثر حاجة إلى المساعدة. ويُدار الصندوق حالياً كصندوق موصى به من قبل المانحين (DAF).
ويهدف صندوق الشفاء إلى إنجاز تقدم ملحوظ على صعيد الشؤون الصحية المهملة في المنطقة. وعلى الرغم من أن غالبية التمويل المخصص للتصدي للأمراض المدارية المهملة يأتي عن طريق المنظمات الدولية والحكومات المحلية، إلّا أنه لا تزال هناك ثغرة في التمويل تبلغ قيمتها بين 200 و300 مليون دولار، وهي ما يسعى صندوق الشفاء إلى سدها.
وحول ذلك تقول ألفت الجفالي: "أردنا أن نركز على المشاكل الصحية مثل شلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة لأنها لا تلقى العناية الكافية [في المنطقة]".
ويتخذ صندوق الشفاء نهجاً على مستوى استراتيجي عالي في عملية تقديم المنح. فهو يختار مواقع الاستثمار حيث يمكنه إحداث أثر كبير، ثم يقوم بعناية بتحديد ما سيكون عليه شكل النجاح، وكيفية تحقيقه. وتعد قيمة المنح التي يقدمها الصندوق مهمة، إذ يزيد متوسطها عن المليون دولار لمدة أربع سنوات ـ أي ما يكفي لظهور النتائج.
ومن خلال تجميع الأموال من جهات مانحة مختلفة فإن الصندوق يحقق أثراً مضاعفاً، إذ يقدم المانحون المشاركون فيه مساهمة لا تقل عن 250,000 دولار لفترة محددة، عادة ما تكون عامين. ولا يجعل هذا النهج المبلغ الإجمالي المستثمر أكبر فقط، ولكنه يمنح المانحين الفرصة للتعلم من بعضهم البعض والاستفادة من الخبرات المشتركة، عوضاً عن أن يعمل كل واحد منهم لوحده في تخصيص وتوجيه وإدارة الاستثمارات الخيرية الخاصة به، ما قد يؤدي إلى الازدواجية وعدم الكفاءة.
وقد شارك في صندوق الشفاء منذ إطلاقه في عام 2013 أكثر من 20 مانحاً بينما قام بتجميع وتوزيع ما يزيد عن 14 مليون دولار. وقد أدت استثماراته في مكافحة الأمراض مثل التهاب السحايا (أ) وداء النوم والكوليرا ووباء كوفيد-19 وتقديم الرعاية للنساء والأطفال وتوفير الإغاثة الطارئة التي تشتد الحاجة إليها في مناطق الصراع إلى إنقاذ أو تحسين حياة أكثر من 16 مليون شخص في 17 دولة.