0%
English
نبذة +

1920

1930

عالم من الفرص

الشيخ أحمد يولد في زمن الإمكانات غير المحدودة للمملكة العربية السعودية

ولد أحمد عبد الله الجفالي لواحدة من أعرق عائلات المنطقة وعاش طفولة هانئة وتلقى تعليماً لائقاً. وقد منحته هذه الانطلاقة أوفر نصيب من الفرص التي قدمتها المملكة العربية السعودية التي كانت آنذاك في طريقها لتصبح دولة موحدة، وجعلته يترك بصمة لا تمحى في حقبة مهمة من تاريخ بلده الناشئ والطموح.

ولد أحمد عبد الله الجفالي في مكة المكرمة عام 1924 في وقت كانت فيه المنطقة تحت حكم قبائل مختلفة، ولم يكن السلم مستتباً دائماً بينها، بل كانت في كثير من الأحيان في صراع مع بعضها البعض.

وعندما احكم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (الذي سيعرف فيما بعد باسم ابن سعود) قبضته على الرياض في عام 1902، وضع نصب عينيه توحيد قبائل المنطقة وتشكيل دولة سعودية حديثة.

عزز ابن سعود سيطرته واكتسب الشرعية الدينية والسياسية عندما استولت قواته على مكة المكرمة في عام 1924، وعندما تبعتها المدينة المنورة في عام 1925 والمقاطعات الشرقية بعد ذلك بعامين، تمكن من إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932. فشكّل حكومة مركزية، وطبّق الشريعة الإسلامية، وبدأ برنامجاً للتحديث من شأنه أن يشمل بناء الطرق والمستشفيات والمدارس في جميع أنحاء البلاد.

شكّلت هذه الفترة من تاريخ المملكة فترة رائعة لشاب مثل أحمد، مازال يفتح عينيه على الدنيا حديثاً، ويترعرع في أروقة قصر عائلته الفاخر وسط مكة المكرمة. وبوصفهم أبناء سلالة بني خالد - وهي اتحادٌ قبلي كان يحكم جنوب العراق والكويت وشرق الجزيرة العربية، ويرجعُ نسبها للصحابي الجليل خالد بن الوليد، - القائد العسكري البارز وذو الحظوة عند النبي محمد ﷺ - كان لنسب الأشراف الذي ينتمي إليه الجفاليون أثرٌ بالغ في امتلاكهم ثروة كبيرة.

وهذا يعني أن أحمد وإخوته كانوا محظوظين بتلقيهم تعليماً منزلياً على مستوى عال، فقامت والدته السيدة مضاوي بنت إبراهيم العبيد بتعليم أولادها وساعدها في هذه المهمة مجموعة من أصحاب المال والتجار والعلماء.

وحين شارفت النزاعات الداخلية في المملكة على التوصُّل لحلول تحد منها بشكل كبير، كان هناك جيل بكامله من الشباب السعودي الجديد يحلم بأن توفر له بلده إمكاناتٍ وفرصاً لا حدود لها تمكّنه أن يبني المستقبل المشرق الذي يليقُ بأحلامه. وعندما تمكّن أحمد من إتقان اللغتين الإنجليزية والألمانية بطلاقة إلى جانب لغته الأم العربية، كان الأمر لا يحتاج سوى للوقت فقط قبل أن تتطلّع عيناه إلى آفاق وأماكن أبعد.