الفنان مهدي كريرة هو أحد الفنانين الذين تلقوا تمويلاً من المؤسسة، وهو ماهر في استخدام مواد الخردة لصنع الدمي المتحركة التي يؤدي بها عروضاً للأطفال في مخيمات النزوح عبر قطاع غزة.
ويقول كريرة: "إن ابنتي أطلقت اسم «حربي» (أو دمية الحرب) على أول دمية صنعتها، وهذا بسبب الحرب". ثم يضيف: "إن صنع الدمى صار تحدياً صعباً بدون كهرباء؛ إذ مهام بسيطة مثل حفر الثقوب أو ربط الأجزاء قد أصبحت شديدة الصعوبة. وإنني اضطررت إلى نحت الأشياء وتثبيتها يدوياً. ويداي تحملان علامات ذلك—حروق من الغراء الساخن، وجروح من المناشير، وبلاستيك قد ذاب على أصابعي".
ويفصح بأن الوصول إلى أماكن العروض هو أيضاً معاناة، ولكن ليس لديه نقص في الجماهير إذ الناس مستمرون في العيش بطريقة مكتظة في الملاجئ المؤقتة، وحيثما ردود الفعل التي يتلقاها هي أكثر من مبرر لجهوده.
ويقول كريرة إن "المسرح يجلب الناس سوياً—إنه يجلبنا سوياً. وأحد الأشياء التي تعلمتها خلال هذه الحرب هو مقدار ما يعنيه أن يحمل الطفل دمية بعد العرض. ولقد رأيت صوراً لأطفال يهمسون إلى الدمى، وأتمنى لو كنت أعرف ما كانوا يقولونه. ولا شك إن هذه اللحظات تجلب أعظم سعادة بالنسبة لي".
وفي نفس الوقت، في مدرسة «الفخور»، التي أصبحت ملاذاً في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، فإن مدرب الفنون الأدائية أحمد طافش يقوم بتعليم الأطفال كيفية إنشاد الأغاني وعزف الإيقاعات باستخدام أدوات بسيطة، مثل الأشياء الخشبية وأواني الطعام الفارغة.
ويركز طافش على الغناء الجماعي لخلق انسجام ما بين المشاركين. ويهدف هذا النمط من الأداء التعاوني إلى تقوية الروابط ما بين الأطفال النازحين من مناطق مختلفة، وخلق شعور بالدعم والقوة.
ومن المستفيدات من تمويل المؤسسة في مدينة خان يونس هي الفنانة البصرية آلاء شهوان، والتي تعمل مع الأطفال النازحين، وتشجعهم على استخدام الرسم للتعبير عن مشاعرهم تجاه الحرب. وبالرسم على أنقاض المنازل المدمرة، فإن بعض الأطفال يصورون أنفسهم كأطباء يعالجون الجرحى، بينما يصور آخرون أنفسهم كرجال شرطة قادرون على الدفاع عن وطنهم.