عندما صعد هاني القطّان والذي كان يبلغ من العمر ١٦ عاماً آنذاك وكان مولعاً برياضة كرة القدم، على متن طائرة مغادرة من بيروت في صيف عام ١٩٧٤ متجهاً إلى مدرسة داخلية في المملكة المتحدة، قام بقطع وعد لنفسه بأنه مهما حدث فسوف يعود يوماً ما إلى موطن طفولته ليقدم فرصاً رياضية للشباب الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان.
وبعد ثلاثة عقود، عاد هاني إلى مدينة بيروت لتأسيس «جمعية فلسطين لتشجيع الأطفال على الرياضة» — (PACES). وبتسجيلها كمؤسسة خيرية في المملكة المتحدة، فإن الجمعية توفر برامج رياضية للفتيات والفتيان الفلسطينيين في المناطق المهمشة بكل من فلسطين والأردن ولبنان.
ومنذ تشكيلها في عام ٢٠٠٦، فلقد أثرت هذه المنظمة غير الحكومية على حياة أكثر من ٦٥,٠٠٠ شخص شاب، وعملت مع أكثر من ٢٠٠ نادٍ رياضي وأكثر من ٢,٠٠٠ مدرب. والجدير بالذكر هو أن عدداً من خريجيها قد ذهبوا فيما بعد للعب في المنتخبات الوطنية.
وبالإضافة إلى التدريب على كرة القدم وكرة السلة، فإن الجمعية تقدم أيضاً دروساً بعد المدرسة، ومهارات حياتية، وجلسات بناء القدرات.
ويوضح هاني: "إننا لا نُعلّمهم فقط ركل أو رمي الكرة، بل يتعلق الأمر بتعليمهم قيم العمل الجماعي والالتزام، وأهمية الحياة الصحية. وبما أن جميع مدربينا هم أشخاص محليون، لذا فإنهم مرتبطون بالمجتمع؛ وندربهم أيضاً على عدم رفع الصوت، ووضع مثال جيد بسلوكهم، وأن يصبحوا قدوات يحتذى بها".
كما تشجع الجمعية أولياء الأمور على حضور جلسات التدريب. ويقول هاني: "عندما يرى الآباء بناتهم يلعبن كرة القدم، فإن ذلك يمنحهم قوة كبيرة، ويصبحون أكثر اهتماماً بنجاحهن".
وعلى الرغم من أن الجمعية تتلقى الآن دعماً من مجموعة جهات مانحة إقليمية ودولية، ولديها شراكات مع مجموعة من المنظمات غير الحكومية، إلا أن هاني كان قد اشترط عند بداياتها أن يكون أقصي قسط للتبرع هو ٥,٠٠٠ دولار أمريكي. ويوضح هاني: "أردت أن يشعر الجميع بأنهم أصحاب مصلحة متساوون في المنظمة، وكان ذلك مهماً جداً بالنسبة لي".
ويقول إن الأمر قد استغرق بعض الوقت لإقناع الجهات المانحة المحلية بدعم التنمية الرياضية، وهذا لوجود احتياجات ماسة في مجالات أخرى، ولكنه سرعان ما استطاع من كسبهم لصالحه، كما يقول إنه قد جمع حتى اليوم ما هو أكثر من ٦٥ مليون دولار أمريكي.
وينوه هاني: "إن الجمعية تلعب دوراً صغيراً في ضمان أن ينظر العالم إلى الفلسطينيين من خلال منظور إنساني إيجابي، ويتم هذا عبر التواصل مع العديد من المنظمات العربية والدولية والأفراد الذين أصبحوا الآن جزءاً من شراكتنا. وإن الجمعية تقف شامخة في وجه كل الجهود والمحاولات لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم. وإن وجودنا، ونجاحاتنا، في ظل ظروف صعبة يلسن كثيراً عن فلسطين وشعبها".