0%
English
نبذة +

2000

2023

إرث خيري

إرث خيري

تواصل مؤسسة عبد المحسن القطّان مسيرتها في التنقل عبر العواصف العديدة التي تواجه فلسطين، كما تثبت مكانتها كواحدة من أبرز مؤسسات المنطقة العربية، وكممولة رائدة للفنون والثقافة والتعليم في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن عبد المحسن القطّان لم يعش ليرى افتتاح مركز القطّان الثقافي في مدينة رام الله، إلا أنه يقف، إلى جانب المتحف الفلسطيني، كتذكير بصري مهم عن تأثيره الدائم على دولته المحبوبة.

"إننا راغبون في رعاية الشباب، وتفكيرهم الإبداعي والنقدي"

فداء توما

تجذراً في رؤية مؤسسها كأداة لرعاية العقول الشابة ولتطوير مجتمع فلسطيني أقوى، فإن مؤسسة عبد المحسن القطان قد نمت سريعاً لتقدم حافظة متنوعة من البرامج التعليمية والفنية والعامة، مما أدى إلى شراكات مجتمعية وتمويلية طويلة المدى، وإلى توليد جيل جديد من نماذج الأثر الاجتماعي في المنطقة.

وفي مضمار الفنون والثقافة، فإن المؤسسة توفر منحاً بأحجام مختلفة للمؤسسات والأفراد والمجموعات المشاركة في نظام البيئة الثقافية الفلسطينية. وقد وفرت فرصاً للإقامات الفنية، واستضافت وموَّلت معارض فنية، وأدارت مبادرات أخرى ذات صلة مثل جوائز فنان أو كاتب العام. وفي الآونة الأخيرة، صارت المؤسسة تقدم منح «الكتاب الأول» و«المعرض الفردي الأول»، وهي برامج دعم وإرشاد تنتهي بنشر كتاب أو إقامة معرض.

ويستحضر محمود أبو هشهش، مدير الثقافة والتعليم في المؤسسة: "عندما بدأت هذه الجوائز، كانت هي الأولى من نوعها في الإقليم، ورعت بالفعل الكثير مما هو جديد في الفنون البصرية والكتابة في فلسطين. ويضيف قائلاً بأنها "وضعت بالفعل نبرة عامة لما يمكن تحقيقه، وأعتقد أنها ألهمت العديد من المؤسسات الأخرى على دعم الفنون كذلك".

وفي الواقع، إن العديد من الأشخاص الذين تم تكريمهم من قبل مؤسسة عبد المحسن القطّان قد مضوا قُدُماً للتمتع بنجاحات إقليمية وعالمية. ويشمل هؤلاء: الروائية عدنية شبلي؛ والفنانون رائدة سعادة، ومحمد جحا، وحازم حرب؛ والفنانة العراقية هناء مال الله، التي أقامت أول معرض لها في المملكة المتحدة بقاعات الموزاييك التابعة للمؤسسة.

كما دعم القطّان شخصياً كل من المخرج الشهير ميشيل خليفي، الذي عُرض فيلمه الروائي الأول – وأول فيلم روائي طويل في فلسطين – «عرس الجليل» في مهرجان «كان» السينمائي عام ١٩٨٧؛ ودعم عازف البيانو الموقر عالمياً سليم عبود، الذي تكفل بمصاريف تعليمه؛ وهما من بين العديد من الآخرين.

من ناحية أخري، إن «برنامج البحث والتطوير التربوي» (ERDP) يهدف إلى دعم المعلمين وتطوير أساليب تدريس عالية الجودة في فلسطين. وتعمل المؤسسة مع المعلمين مباشرة، وتدير جلسات تدريبية وورش عمل ومنتديات مفتوحة، وتدعم المربين في تقديم برامج تركز على الدراما، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات (STEAM)، والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.

وفي إطار برنامج البحث والتطوير التربوي—الذي أعيدت تسميته في عام ٢٠٢١ إلى «وحدة التعليم» —فإن المؤسسة قد أنشأت «استوديو العلوم» الواقع في مدينة رام الله، وهو مركز تفاعلي ومساحة إبداعية حيث يمكن للعلماء والفنانين والمهندسين والمربين والفنيين من الاجتماع لأجل العصف الذهني، وتوليد الأفكار، والتصميم، والنمذجة الأولية، وتصنيع المعارض العلمية التفاعلية. ولقد تم تطوير استوديو العلوم من خلال برنامج ممول من قبل شقيق القطّان، وليد، وزوجته هيلين، بالشراكة مع البلدية المحلية.

وكان القصد من وراء الاستوديو هو أن يكون نقطة انطلاق لمشروع أكبر، وهو «مركز العلوم التفاعلي»، حيث لا يتم فقط إنشاء المعارض العلمية من قبل الفلسطينيين (بدلاً من استيرادها من الخارج)، ولكن يتم أيضاً عرضها ومشاركتها مع الجمهور. ولكن عندما وقعت جائحة كوفيد-١٩، فلقد تم تعليق المشروع مؤقتاً بطبيعة الحال. ولاحقاً، تم دمج الاستوديو بداخل المركز الثقافي في مدينة رام الله كمساحة للصُناع ولتجريب الأشياء (FabLab) – وهو اختصار لـ «مختبر تصنيع» – وكورشة ماكينات مفتوحة للفنانين والمبدعين والطلاب.

ويُعد مركز القطّان الثقافي في قطاع غزة (مركز الطفل سابقاً)، الذي افتتح في عام ٢٠٠٥، على أنه إحدى المبادرات الجوهرية للمؤسسة. وكالأول من نوعه في المنطقة عندما تم تصوره في عام ٢٠٠٠، فإن المركز كان يسعي إلى سد الفجوات في مُعطيات التعليم السائد. وأن يقدم مجموعة متنوعة من خدمات المكتبات والمعلومات، وبرامج ثقافية وترفيهية، وبرامج التمكين المهني لأمناء المكتبات والمتخصصين في الطفولة المبكرة، وأنشطة مشتركة للأطفال وذويهم.

وتستحضر نجوى زيارة المركز، وتتحدث عن ذهابها ذات مرة مع شقيقها عمر إلى معرض فني للأطفال: "أرتني فتاة هناك عملها الفني، وعندما قلت إنه مذهل وأنني لن أستطيع أبداً الرسم بهذه الطريقة، قالت لي 'إذا أخذت دروساً في مركز القطّان مثلي، فسوف تتعلمين'. وفي تلك اللحظة، شعرت بالفعل بالأثر الذي كنا نضعه".

وعلى غرار الكثير من البنية التحتية في قطاع غزة، فإن المركز قد تعرض لقصف جزئي وللنهب خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وللأسف فإن العديد من طاقم الموظفين وآلاف الأعضاء الشباب قد أصيبوا، أو فقدوا حياتهم، أو أصبحوا مشردين ومعدمين.

المتحف الفلسطين

صون الذكريات وربطها بالمستقبل

إن المتحف الفلسطيني، الذي يقع في مدينة بيرزيت إلى جانب جامعة بيرزيت، وعلى بُعد ٧ كيلومترات شمال مدينة رام الله و٢٥ كيلومترات شمال مدينة القدس، هو إنجاز معماري حديث على قمة تل أخضر يطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وافتُتِحَ المتحف وسط احتفال كبير عام ٢٠١٦، إلا أن شرارة إنشائه كانت قد اشتعلت في عام ١٩٩٧، وذلك عندما تصور أعضاء مجلس أمناء مؤسسة التعاون—بمن فيهم القطّان وابنه عمر—متحفاً من شأنه أن يكون بمثابة تكريم للذكرى الخمسين للنكبة. وما بدأت كفكرة حالمة، فإنها سرعان ما تطورت إلى مهمة ملحة على أرض الواقع: صون الذاكرة، وتكريم الصمود، وضمان أن قصة فلسطين لن يتم نسيانها أبداً.

ولكن مع مرور الوقت، تطورت رؤية المتحف، ولم تعد تقتصر على مجرد صون الذاكرة. وأصبح المرام أن تكون مؤسسة قادرة على بث حياة جديدة في الثقافة الفلسطينية والاحتفاء بها من خلال برامج مبتكرة وإبداعية تسمح للجمهور بتخيل مستقبل أفضل.

وأوضح عمر القطان، الذي كان الرئيس المؤسس لمجلس إدارة المتحف، متحدثاً إلى الصحفيين عند افتتاحه: "أردنا أن نحتفي بالثقافة الفلسطينية، والزمن الحاضر، وخاصة الشباب، وذلك بطريقة تسمح لنا بالنظر إلى الأمام وليس فقط إلى الوراء".

ويحتوي المبنى، الذي تم بناؤه على التصميم المعاصر ومحاط بسلسلة من الحدائق، على مساحات عرض، ومعرض زجاجي، ومسرح في الهواء الطلق، ومركز تعليمي، وغرفة عرض أفلام، ومخزن آمن للمجموعات، واستوديو للتحويل الرقمي، واستوديو تصوير للمجموعات، وكافيتريا داخلية وخارجية، ومكاتب للموظفين، ومرافق عامة.

واستضاف المتحف الفلسطيني، الذي يُعد جوهرة في المشهد الثقافي الفلسطيني، معارض متعددة قد حازت على استحسان النقاد العالميين. وبعد إغلاقه لفترة قصيرة عقب ابتداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، فإنه قد أُعيد افتتاحه لاستضافة أعمال فنية لأكثر من ١٠٠ فنان من سكان غزة، وكعملية تضامن مع الفنانين المتضررين من الصراع. وتم استعراض معرضها القابل للتنزيل «غزة لا تزال القصة» في أكثر من ١٨٠ موقعاً حول العالم.

كما يمتلك المتحف منصة إلكترونية بعنوان «متحفك من بيتك»، التي توفر وصولاً مجانياً إلى كنز مختزن من الفنون، والكتابات، والأرشيفات التاريخية، والموسيقى، والشعر، بالإضافة إلى جولات افتراضية للمعارض السابقة والحالية. ويُعد «أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي» و «الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية» – بالتعاون مع معهد الدراساتالفلسطينية – من أكثر المصادر الإلكترونية عن فلسطين التي يتم زيارتها في العالم.

من خلال برنامجها العام، فإن المؤسسة تقوم باختيار وتنظيم واستضافة مجموعة من الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الحوارات الثقافية والمجتمعية للمساهمة في عملية التغيير الإيجابي. ومنسوجاً عبر جميع البرامج هو الالتزام العميق برعاية التعلم والتفكير النقدي.

وتشرح فداء توما، التي حلت مكان خلف كمديرة تنفيذية في عام ٢٠١٩: "إننا راغبون في رعاية الشباب، وتفكيرهم الإبداعي والنقدي، وحريتهم في الفكر والتعبير، لأنه إذا تمت رعاية هذه العقول، فسوف يتمكنون من إحداث التغييرات التي يريدونها".

وتضيف: "لسوء الحظ، بدلاً من أن يصبح المجتمع أكثر انفتاحاً على التفكير النقدي وحرة، فإنه يسير واقعياً في الاتجاه المعاكس؛ ولذا، فإن الحاجة إلى عمل المؤسسة لا يزال أكثر ضرورة من أي وقت مضى".

ويأتي الجزء الأكبر من تمويل عمل المؤسسة من أسرة القطّان، وهذا على الرغم من أنها قد دخلت في شراكات مع منظمات خيرية أخرى والتحقت ببرامج المساعدات الحكومية، واستلمت منحاً وتمويلاً مماثلاً.

وقد شملت الجهات المانحة والشركاء على مر السنين: منظمة إنقاذ الأطفال؛ والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)؛ ومؤسسة «دروسوس»؛ والمجلس النرويجي للاجئين(NRC)؛ ومؤسسة «فورد»؛ والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA)؛ والاتحاد الأوروبي؛ والعديد من الآخرين.

قاعات الموزييك

إنشاء مساحة للفكر العربي المعاصر

إن قاعات الموزاييك في مدينة لندن هي صالة عرض غير ربحية ومساحة ثقافية تهدف إلى دعم وتعزيز الإنتاج الثقافي المعاصر داخل العالم العربي وخارجه.

وبتأسيسها في عام ٢٠٠٨ من قبل عمر القطان تحت رعاية مؤسسة عبد المحسن القطّان، فإنها تستضيف معارض فنية، وندوات، وعروض أفلام، وإطلاق كتب، وفعاليات ثقافية أخرى تستكشف القضايا المعاصرة في المنطقة من خلال عدسة فنية وفكرية. كما تضم مكتبة ومركزاً تعليمياً، وتدير برامج توعوية مع أطفال المدارس والشباب المحليين.

وعلى مر السنوات، فإن قاعات الموزاييك قد أقامت شراكات مع منظمات بارزة مثل المتحف البريطاني، ومعهد الفنون المعاصرة، ومهرجان «شُبّاك»، ومهرجان لندن للتصميم، ومهرجان لندن للهندسة المعمارية.

ولقد كانت أيضاً مساحة مهمة للحوار المفتوح حول القضية الفلسطينية، وكانت صوتاً رائداً في إدانة الفظائع الأخيرة في قطاع غزة، مما اجتذب عدداً أكبر من الزوار عام ٢٠٢٣ مقارنة بالسنوات السابقة.

وتقول راشيل جارفيس، مديرة قاعات الموزاييك، في مقابلة مع صحيفة «دا ارت نيوسبيبر»: "لقد تمكنا من العمل كمساحة آمنة، حيث يتجمع فيها الناس لطرح الأسئلة". وتضيف أنه "حتى المكتبة قد نمت. ولدينا أشخاص يأتون إلى المكتبة قائلين: 'أريد أن أتعلم المزيد'. ولقد أصبحت مكانًا للتساؤل، بقدر ما هي مكان لشراء الكتب".

وفي عام ٢٠٢٤، أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطّان أنها سوف تحول قاعات الموزاييك إلى مؤسسة غير ربحية مستقلة، وهذا للسماح لها بالاستفادة من مصادر دخل جديدة والتطور كإحدى مؤسسات لندن الثقافية المستقلة حقاً.

والمركز مغلق حالياً أثناء خضوعه لعمليات تجديد كبيرة استعداداً لإعادة إطلاقه، ومن المتوقع أن يكون ذلك في خريف عام ٢٠٢٥ أو أوائل عام ٢٠٢٦.

ويواصل أنجال عبد المحسن وليلى الأربعة في تكريم إرث والديهم في الخدمة العامة، سواء أكان ذلك نحو الشعب الفلسطيني ومجتمعه وثقافته أو نحو قضايا أخرى في بلادهمبالتبني. ومع بقائهم ملتزمين شخصياً ومالياً بالمؤسسات العزيزة على والديهم، فإنهم قد نشطوا أيضاً في دعم المؤسسات البريطانية واللبنانية والأردنية في مجالات مثل التعليمالعالي، والبحث الطبي، وحرية التعبير، والرياضة، والإغاثة في حالات الطوارئ، والتبادل الأكاديمي الدولي للبحوث، وحقوق اللاجئين، إما بشكل مباشر من خلال عشرات المنحالدراسية السنوية الفردية أو من خلال مجموعات مثل صندوق «أورانج تري»، ومؤسسة يافا، مؤسسة «خطوات»، ومركز البحوث الفلسطيني الأمريكي، ومركز الدراساتالفلسطينية في جامعة كولومبيا، والكثير غيرها.

ويجري حالياً تشكيل مجلس إدارة لشباب الأسرة بهدف إشراك الجيل الثالث في هذا العمل. وقالت لينا القطان، التي تعمل حالياً كأحد الأمناء، إن أطفالها وأبناء عمومتهمحريصون على المشاركة بشكل أكبر في المؤسسة.

عبد المحسن القطان خلال زيارة إلى فلسطين. الصورة: عائلة القطان.

وفي خطوة لتأمين مستقبل المؤسسة على المدى الطويل، فإن القطّان قد أعلن في عام ٢٠١١ أنه سوف يخصص ٢٥٪ من ثروته لصندوق ائتماني لضمان مستقبل المؤسسة على المدى الطويل. وهذا النوع من الإيماءات المالية العلنية هو أمر غير معتاد في العالم العربي، حيثما العادة هي أن يعطوا فاعلي الخير بهدوء، ولا يشاركون أرقامهم إلا فيما ندر.

وموضحاً نفسه في مقابلة أجريت معه آنذاك، قال القطّان: "ماذا لو قررت أسرتي تغيير تركيز عملنا الخيري؟ ماذا لو لم ينتج صندوق الأسرة دخلاً كافياً لتلبية الالتزامات، كما حدث في الأزمة المالية الأخيرة؟ ولذا، هذه الخطوة سوف تضمن استقلالية المؤسسة، والتزامها بالتعليم والثقافة للفلسطينيين، وبقائها للسنوات القادمة".

في عام ٢٠١٥، توفيت زوجة القطّان—ليلى—وتوفي القطّان نفسه في ديسمبر ٢٠١٧، قبل أشهر قليلة من افتتاح المقر الفلسطيني الجديد للمؤسسة، وهو مشروع كان يتوق لرؤيته يتحقق.

وبموقعه على قمة تل صخري يطل على الوادي الممتد من مدينة رام الله إلى مدينة يافا الغربية، فإن هذا المبني المميز معمارياً يسعى ليكون منارة مجازية للابتكار والامتياز في فلسطين.

ويضم مبنى مؤسسة عبد المحسن القطّان—المعروف أيضاً باسم مركز القطّان الثقافي—كل من مكتبة ليلى المقدادي، وفصول دراسية نموذجية، وغرفة موارد تعليمية، ومسرح، وقاعة معارض، وقاعة متعددة الأغراض، ومساحات استوديو للفنون والموسيقى والرقص، وبيت ضيافة، والعديد من المساحات الواسعة المناسبة للأنشطة في الهواء الطلق، وحدائق داخلية وخارجية، ومطعم.

وبما أنه قد تم تصميمه مع التركيز على الاستدامة في جوهره، فإن المبني يملك طاقة شمسية مدمجة، ومقدرة على إعادة تدوير المياه الرمادية، وجمع مياه الأمطار، وممارسات خضراء أخرى، مما أكسبه الشهادة الماسية من المجلس الفلسطيني الأعلى للبناء الأخضر (PHGC).

ومغطياً لمساحة مبنية تقارب ٨,٠٠٠ متر مربع، فإن المركز يضم أيضاً مكتبة ليلى المقدادي، التي سُمّيت عليها تكريماً لحبها للكتب.

وتقول توما، التي تتخذ من المركز مقراً لها، إن إرث المؤسس لا يزال يحيا بقوة ويستمر في التأثير على الموظفين والبرامج: "هناك دائماً حكايات تُروى عما قالوه عبد المحسن أو ليلى، أو عما فعلوه، أو كيف فكروا بشأن أمرٍ ما، وخاصة حينما نناقش موضوعات مثل الاستقلالية وصنع القرار".

وتسترسل قائلة بأن "الأمر يتعلق بالوضوح في موقفنا السياسي، وعدم الانجرار يميناً أو يساراً، وأن نملك تركيزاً عامودياً على قيمة التعليم وقيمة الثقافة؛ إذ الحاجة هي إلى صوت فلسطيني أصيل، تجنباً من التأثر بأي عاصفة سياسية تجتاح البلاد."

وتدلي: "إن الشيء الذي كنت أعرفه عن القطّان هو تعلقه بالتميز، والتفكير العلمي، والتفكير التقدمي. وهذا العالم مليء بالأفكار المتوسطة، إلا أنه كان دائماً يصد للتخلص من هذا المستوى المتوسط".

لإلقاء نظرة أعمق على أحدث برامج المؤسسة، اقرأ التقرير السنوي لعام 2023 هنا.

ويواصل أنجال عبد المحسن وليلى الأربعة في تكريم إرث والديهم في الخدمة العامة، سواء أكان ذلك نحو الشعب الفلسطيني ومجتمعه وثقافته أو نحو قضايا أخرى في بلادهم بالتبني. ومع بقائهم ملتزمين شخصياً ومالياً بالمؤسسات العزيزة على والديهم، فإنهم قد نشطوا أيضاً في دعم المؤسسات البريطانية واللبنانية والأردنية في مجالات مثل التعليمالعالي، والبحث الطبي، وحرية التعبير، والرياضة، والإغاثة في حالات الطوارئ، والتبادل الأكاديمي الدولي للبحوث، وحقوق اللاجئين، إما بشكل مباشر من خلال عشرات المنحالدراسية السنوية الفردية أو من خلال مجموعات مثل صندوق «أورانج تري»، ومؤسسة يافا، مؤسسة «خطوات»، ومركز البحوث الفلسطيني الأمريكي، ومركز الدراسات الفلسطينية في جامعة كولومبيا، والكثير غيرها.

ويجري حالياً تشكيل مجلس إدارة لشباب الأسرة بهدف إشراك الجيل الثالث في هذا العمل. وقالت لينا القطان، التي تعمل حالياً كأحد الأمناء، إن أطفالها وأبناء عمومتهم حريصونعلى المشاركة بشكل أكبر في المؤسسة.